في ظل تزايد حوادث السير خلال شهر رمضان، كان لنا لقاء مع محمد نضيف، المكوّن في مجال السلامة الطرقية، لنناقش معه الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة والحلول الممكنة للحد منها.
لماذا تتكرر الحوادث في هذا الشهر الفضيل؟
يقول محمد نضيف: "شهر رمضان يفرض إيقاعًا مختلفًا على حياة السائقين، حيث تتغير عادات النوم والأكل، ما يؤثر مباشرة على التركيز والقدرة على القيادة بأمان." ويضيف أن من بين الأسباب الأكثر شيوعًا:
- قلة النوم والإرهاق: "بسبب السهر والاستيقاظ المبكر للسحور، يعاني السائقون من حرمان النوم، مما يقلل من تركيزهم وردود أفعالهم أثناء القيادة."
- الجوع وانخفاض مستويات الطاقة: "الامتناع عن الأكل والشرب لساعات طويلة يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، مما قد يسبب دوخة أو ضعف التركيز، خاصةً عند القيادة لمسافات طويلة."
- الضغط النفسي والتوتر: "السائقون خلال رمضان يكونون تحت ضغط كبير بسبب زحام الطرق أو الرغبة في الوصول إلى وجهتهم قبل موعد الإفطار، مما قد يدفعهم إلى القيادة بتهور."
- تغير أنماط الحركة المرورية: "أوقات الذروة تختلف خلال رمضان، مما يؤدي إلى ازدحام شديد قرب موعد الإفطار، وترتفع معه احتمالات وقوع الحوادث."
هل لا يزال السائق المغربي غير واعٍ بأسباب الإرهاق؟
يعلق محمد نضيف قائلاً: "للأسف، رغم حملات التوعية، لا يزال هناك سائقون يستهينون بخطورة الإرهاق أثناء القيادة. المشكلة ليست فقط في نقص التوعية، بل أيضًا في عدم الالتزام بالقوانين التي تنظم فترات الراحة، خاصة في قطاع النقل العمومي والشاحنات الثقيلة."
كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
حسب رأي محمد نضيف، فإن الحلول تتطلب جهودًا مشتركة بين السائقين والجهات المسؤولة:
- تعزيز التوعية: "يجب تكثيف حملات التحسيس بمخاطر القيادة في حالة الإرهاق، مع تقديم نصائح عملية حول إدارة الطاقة أثناء الصيام."
- توفير أماكن للراحة: "يجب توفير محطات استراحة مجهزة على الطرق السريعة، حتى يتمكن السائقون من أخذ قسط من الراحة قبل مواصلة السفر."
- تطبيق القوانين بصرامة: "يجب تشديد الرقابة على ساعات السياقة والراحة، خصوصًا بالنسبة لسائقي النقل العمومي والشاحنات."
- التخطيط الجيد للرحلات: "يُنصح السائقون بتجنب القيادة خلال أوقات الذروة، والتأكد من أنهم في حالة جسدية وعقلية مناسبة للقيادة."
ختامًا
يختم محمد نضيف حديثه قائلاً: "الحد من حوادث السير خلال رمضان مسؤولية مشتركة، وعلى كل سائق أن يدرك أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة. إذا وُجد الوعي الكافي والتزمنا جميعًا بالقوانين، يمكننا تقليل هذه الحوادث وإنقاذ الأرواح. فمتى نستفيق؟"
0 تعليقات