✒ بقلم محمد نضيف
السلامة أولًا: ضرورة التكوين في التعامل مع حرائق الحافلات
تُعد حرائق الحافلات من أخطر الحوادث التي قد تهدد حياة الركاب والسائقين، مما يطرح تساؤلًا جوهريًا: كيف يمكن التعامل مع هذه الحرائق بفعالية لتفادي الخسائر البشرية والمادية؟
الإشكالية الأولى: إجراءات الإخلاء
عند اندلاع حريق داخل الحافلة، يكون الوقت عاملاً حاسمًا في إنقاذ الأرواح. هنا يبرز دور منافذ الإغاثة، التي لا تقتصر على النوافذ فقط، بل تشمل الأبواب الطارئة وسقف الهروب، مما يستدعي التأكد من توفرها وصلاحيتها في جميع الحافلات. فهل كل الحافلات مجهزة بهذه الوسائل؟ وهل الركاب والسائقون على دراية بطريقة استخدامها؟
الإشكالية الثانية: التعامل مع الحريق وإخماده
إخماد الحريق قبل انتشاره يتطلب التدريب المسبق للسائقين والمساعدين على استخدام أدوات الإطفاء بفعالية. إن معرفة مصدر الحريق والتصرف السريع يحدّان من الأضرار، كما أن إغلاق الدارة الكهربائية ومنع امتداد النيران إلى المواد القابلة للاشتعال داخل الحافلة عوامل أساسية في السيطرة على الوضع.
الإشكالية الثالثة: مواد التصنيع ودورها في السلامة
لا يقتصر التعامل مع الحرائق على التصرف عند وقوعها، بل يجب العمل على تفاديها منذ مرحلة التصنيع. لذلك، من الضروري أن تعتمد شركات تصنيع هياكل الحافلات مواد غير قابلة للاشتعال أو مقاومة للحرارة للحدّ من سرعة انتشار النيران، مما يمنح الركاب وقتًا إضافيًا للإخلاء ويقلل من الخسائر.
تجربة شخصية: دروس من الواقع
ذات يوم، واجهت حريقًا اندلع في لوحة القيادة لحافلتي بسبب تماس كهربائي ناتج عن اهتراء بعض الأسلاك. بفضل سرعة التدخل والتنسيق بيني وبين مساعدي، تمكنا من إخماد الحريق خلال دقائق معدودة، بعد فصل التيار الكهربائي وتتبع نقاط التلف للتأكد من السيطرة الكاملة. لحسن الحظ، اقتصرت الخسائر على الأضرار المادية البسيطة، لكن الحادث أكد لي مدى أهمية التكوين في مثل هذه المواقف.
النداء إلى تعزيز التكوين والتوعية
الهدف ليس فقط التعامل مع الحرائق عند وقوعها، بل تفادي الكوارث قبل حدوثها من خلال الصيانة الدورية، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية، وتوعية الجميع بكيفية التصرف في الحالات الطارئة.
رسالة إلى كل المعنيين:
الوقاية والتدريب واستخدام مواد آمنة في التصنيع هي خطوط الدفاع الأولى ضد حرائق الحافلات. فهل سننتظر وقوع المزيد من الحوادث قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة؟