كيف حالك اليوم، أخي؟ يبدو أن لديك ما تقوله عن وضعية سائقي النقل الدولي.
السائق: (يبتسم بمرارة) الحمد لله، لكن الصراحة الوضع أصبح لا يُطاق. الطريق لم يعد مجرد مسافة نقطعه بين بلدين، بل أصبح معركة يومية للبقاء.
ما الذي يحدث بالضبط؟
السائق: تصور أنك تقود شاحنتك في الليل على الطريق السيار، فجأة تلمح مجموعة من الأشخاص يختبئون في الظلام. قبل أن تستوعب الأمر، تجد نفسك محاصراً. عصابات من الجانحين ومرشحي الهجرة غير النظامية تتربص بنا، يهاجموننا بالحجارة والعصي، يضربوننا، يكسرون الشاحنات، ويفتحون الأختام الجمركية، دون أن يكترثوا للضرر الذي يسببونه لنا.
هذا أمر خطير! هل تعرضت شخصياً لهجوم؟
السائق: نعم، أكثر من مرة! آخر حادث وقع لي كان عندما أوقفتني مجموعة من الشباب قرب الحدود، حاولوا فتح الباب، وعندما منعتهم، بدأوا برشق الزجاج بالحجارة. بالكاد خرجت من الموقف دون إصابة جسدية، لكن الشاحنة تضررت، والأختام الجمركية تم إتلافها، مما يعني غرامة مالية ضخمة. من يدفع؟ نحن، السائقون!
وما تأثير هذه الهجمات على عملكم؟
السائق: التأثير مدمر! هناك خسائر مادية جسيمة بسبب الأضرار التي تلحق بالشاحنات والحمولة، بالإضافة إلى الغرامات التي تفرضها إدارة الجمارك علينا بسبب كسر الأختام. ليس هذا فحسب، بل أحياناً يتسلل المهاجرون غير النظاميين إلى الشاحنة دون علمنا، وإذا لم ننتبه، فقد ينتهي الأمر بمأساة!
كيف ذلك؟
السائق: تخيل أنك تقود بسرعة، وفجأة يخرج مهاجر من مخبئه، ربما يسقط، ربما يعلق في محور العجلات. إذا دهسته، فأنت أمام كارثة، حيث سيتم اعتبارك مسؤولاً، وقد تجد نفسك في السجن بتهمة القتل الخطأ، رغم أنك لم تكن تعلم بوجوده أصلاً! هل هذا عدل؟
هذا وضع مأساوي بالفعل. هل هناك حلول برأيك؟
السائق: يجب أن تتحمل السلطات مسؤوليتها. نحن نطالب بتأمين الطرق، بوجود دوريات أمنية دائمة، بتشديد العقوبات على المعتدين، وبإعفائنا من الغرامات الظالمة التي تفرض علينا بسبب كسر الأختام من قبل هؤلاء المجرمين. نحن سائقون، لسنا حراس حدود، ولسنا مسؤولين عن التصدي للهجرة غير النظامية!
هل لديك كلمة أخيرة؟
السائق: نعم، إلى كل من يقرأ هذه الكلمات: نحن بشر قبل أن نكون سائقي شاحنات، نحن آباء وأبناء وأزواج، نعمل بشرف لنعيش بكرامة، فلا تجعلونا ضحايا طريق لا يرحم!


0 تعليقات