خطر شاحنات التبن على السلامة المرورية: ضرورة التشديد في الرقابة وتطبيق القوانين

خطر شاحنات التبن على السلامة المرورية: ضرورة التشديد في الرقابة وتطبيق القوانين

 




تشكل شاحنات التبن التي تسير بحمولات ثقيلة وعشوائية على الطرقات العامة، خاصة أثناء الليل، خطرًا كبيرًا على السلامة المرورية، إذ تخرج حمولاتها أحيانًا عن نطاق جسم الشاحنة، ما يزيد من احتمالات الحوادث. هذه الشاحنات، التي غالبًا ما تكون ذات تجهيزات غير آمنة، تؤثر بشكل خاص على الحافلات والسيارات الأخرى؛ فكثيرًا ما تسببت في كسر النوافذ الجانبية للحافلات، مما يؤدي لإصابات بين الركاب بسبب تطاير الزجاج أو قوة الاصطدام.


هذا السلوك الذي يتسم بالعشوائية يعتبر من التهاون الخطير، إذ أن غياب الإشارات الضوئية واللوحات العاكسة يجعل الشاحنات غير مرئية تقريبًا على الطرق، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة ليلاً. كما أن السائقين كثيرًا ما يستخدمون مصابيح أمامية شديدة السطوع، مما يعمي السائقين الآخرين ويزيد من خطورة القيادة عند التقابل معهم.


بالرغم من وضوح القوانين التطبيقية الخاصة بحمولة الشاحنات في مدونة السير رقم 52.05 والتعديل رقم 116.14، والتي تنص على أن تتجنب الحمولات تجاوز أبعاد المركبة من حيث الارتفاع والعرض، وتؤكد على ضرورة تركيب إشارات ضوئية وعواكس تساهم في تنبيه السائقين الآخرين، يبدو أن بعض نقاط المراقبة تتساهل مع هذه المركبات بشكل غير مبرر. وبدلاً من فرض العقوبات اللازمة لضمان تطبيق القانون، يتم التغاضي عن مخالفات خطيرة قد تؤدي إلى كوارث على الطرق.


من الضروري التشديد على تحرير مخالفات بحق السائقين الذين يتجاهلون معايير السلامة، وتفعيل دور الرقابة بشكل أكثر صرامة. هذه المخالفات ينبغي أن تشمل غرامات مالية وتدابير ردعية قد تصل إلى سحب الرخصة أو توقيف المركبة. فلا يمكن التساهل في سلامة المواطنين الذين يستخدمون الطرقات، والحفاظ على بيئة آمنة هو مسؤولية مشتركة بين السائقين، نقاط المراقبة، وكافة الجهات المسؤولة عن تطبيق القوانين المرورية.


يظل الوضع بحاجة ملحة إلى تشديد الرقابة وتكثيف حملات التوعية والتفتيش على حمولة الشاحنات، والتأكد من التزامها بشروط السلامة. فقط عبر هذا النهج الصارم، يمكن الحد من الحوادث وجعل الطرقات أكثر أمانًا للجميع.

إرسال تعليق

0 تعليقات